على لسان الحاظرين

رجل يتكلم بدمعة خلطت لحن اسى ... بضمير فلسطيني ... رجل بلغ من العمر ال 70 عايش كل نكسات بلدنا ... رجل يعد من ابسط الناس يقضي حياته الان في دار العبادة ... فشدني الفضول لاستدرج ذاكرته ... وكانه باب دق لكي تسمع الجواب ... قال :-
نحن وقفنا مع اخواننا في نابلس وقلقيلية وكفرقدوم و و و حال كاي حال قرية او مدينه فلسطينيه واقعه تحت الاحتلال ... تزامن حديثه من الانتفاضه الاولى الى الثانية يروي بطولات شعبنا .. ووقفت كل فلسطيني الى جانب اخاه سندا .. هذا ما كانت ...
انا : احكيلي عن فلسطين وشعبها من يوم ما انولدت على هذه الارض لليوم هاد ؟
الرجل : يا ابني شو بدي احكيلك لاحكيلك كلو نفس الشي اليوم شعبنا انولد في حروب وقتل وتشتيت وتهجير ..........
انا : عمي انتا عايشت الانتفاضه الاولى شو كانت تعمل الناس في هذاك الوقت ...
الرجل : يا ابني كنا اكثر من شب انلف على الدور لانشوف انو ناقصه شي انو بحاجه انو انو ... يعني كلنا بكينا متل دار وحده ...
انا : معقول بس انا خالطت الانتفاضة هاي وما شفت الي بتحكي عنو ...
الرجل : مش لازم اتشوف بعينك او تسمع بذانك بس احنا اتعودنا على هيك وربينا ولادنا على هيك
استأذنني لصلاة العصر ... وذهب ...
يتبع
سلملم

الرجل : لساتك بدك تعرف عن التاريخ العاصرته والا انسى ....
جاء مثقل الخطوات من دار العباده يتطلع في السماء شرقا وغربا كأنه يقول اغيثي من الم به فاجعه ....
انا : ليش لا عمي كل اذان صاغية وانا سعيد لاني استفزيت ذاكرتك ....
نظر الى وجهي ساخرا ويقول خليني اوصي علي كاسة شاي واشوف شو في خبر جديد وبرجعلك
نعم هنا في قرية عزون كما ارى ... الناس اصبح كلامها يحتوي سياسه اصبحت تقول غزة كذا وكذا ... ويتكلمون الى بعض هل رايت ما حدث ليلة امس ... هل رايت فلان ما قاله في البرنامج امس .... استعجبت في ذلك تحولت الكلامات الناطقه والذامه و القيل والقال ... الي كلمات كلها اسى وكلها سياسيه وكلها تروي قصة غزة في كل منظور شخص ....
اتاني بخبر غير مفرح طبعا ...
الرجل : يا ابني يالي بصير هذا لالو علاقة بانسانية ولا الو علاقه بحيوانية حتى . الله يعينهم بس
انا : عمي هذه حال الدنيا وكل واحد بجري لمصلحتو الخاصه لا ذمة ولا ضمير انا يا عمي الي قاتلني وحارق بصلتي الاطفال الي هناك الي راحو هيك عبث ...
الرجل : بعين الله يبني بعين الله ... الله بنساش حدا من عباده والو حكمتو في خلقو
خليني اكملك لما الناس كانت تسمع زمان بشي تلاقيها مع بعض ... تتذكر لما فاتوا المستوطنين البلد والشباب سكرو الشوارع وجهزو حالهم للمواجهة ... بذكر يومها في كفر ثلث سمعتوا في ذاني وهو ينادي في الجامع " يا اهل البلد ساعدو عزون المستوطين فاتوها ... وجيوس نفس الشي ... حتى يوما كنت على السطح البيت بطلع على الجبل الي بينا وبين كفر ثلث كانت السلاسل توقع وصوتها عالي من الناس الي كانت جايه اتساعد عزون ... وسمعت كيف هربو المستوطنين مذلولين بعدها .... شايف يا ابني مجرد قرى جنب بعضها وقفت مع بعض شوف شو عملوا على فكرة ما كان في سلاح ولا ما يحزنون ... بس المستوطنين محشيين سلاح ....
انا : صح عمي انا ما لحقتها بس خرفوني عنها ... بس كانوا في فخر في كلامك وانتا بتقول هاد الكلام ..
الرجل : هيه شوف شو بحكي الافندي طبعا فخر لانو لو شفت المنظر والناس اتساعد بعضها وهاذ يعطي سيجارة لواحد مقطوع ... صحيح انو ما فيها شي بس معنويا يا ابني انهم مع بعض ...
انا : ههههه بس اليوم غير شي اليوم يادوب مسيرة يطلعوا واذا طلعوا بتكون مقيده ... انا عارف يا خي زمان احسن من اليوم ...
الرجل : طيب اقعد اعوج واحكي صحيح .... هاذ الزمن زمن اخو فالته ... البنت اليوم بتقول لابوها ( وجه ساخر ) بابا بدي تلفون عشان احكي مع صاحباتي في الجامعه ... والا والولد يا خوي صار يلبس مسحول وراسو ملمطو جل شب واكشعيني يا مرة ... اي تفوووووووو علي هيك زمن ... على الحلال انو اذا كنت اقول لابوي بدي شايف كلمة بدي ... والله لا يحرق الاخضر واليابس من حولي ....
انا عارف ياخي شو الي صار ...
انا : يا عمي الناس بتقدم والا بترجع لورا ... زمنكم غير عن زمنا وكل جيل والو متطلباتو هيك فهمونا في المدرسه لا تطلع علي ولا على بالك ....
الرجل : قال زمن قال قم قامت قيامتهم اليهود .... بس تعرف شغله انو لسا في عندهم شوية نخوة وطنية ... هي الي كاسر ركبتي ... المهم شوف هاد الشب الي مارق سيدو كان معي يشتغل في البيارة وكنا صحبة ....
انا : عمي بدي اروح انا شايك مشروب بدي اشوف شغلي بس بدي اقعد معك مرة تانية ... طيب ؟؟؟
الرجل : طيب ماشي انا هيني هان وينتا بدك ... مع السلامه سلم ..
غادرت من عند الرجل افكر بكلامته اجوبها ... ولم افهم بعد ماذا يقصد عن اختلاف الزمن ... الرجل خالط الكثير ويحوي الكثير من ذكريات وجرح لم يلتئم .....
يتبع
سلملم